تعتبر الجالية الهندية من أكبر الجاليات عددا وتنظيما وسَبْقا فلها ثأثير كبير في الحياة اليومية، فأغلبهم من أصحاب العقول والأدمغة والشواهد العليا خاصة في مجال المعلوميات والبرمجة والتكنولوجيات الحديثة (IT)، حيث يتمّ استقدامهم عن طريق عقود عمل من الهند نظرا لخبرتهم ومهاراتهم الفائقة أو عن طريق الدراسة الجامعية، وبمجرد حصول الطلبة على الشواهد العليا الأمريكية، فإنّهم يجدون بسهولة أعمالا تنتظرهم ويتقاضون رواتب شهرية خيالية، وهذا التيسير ناتج عن وجود تأطير ودعم وتوجيه من الهنود العباقرة، ويصدق عليهم المثل العربي:"يعرفون من أين تؤكل الكتف"، ولهذا تجدهم يسكنون في أحياء راقية جدا في الأحياء القريبة جدا من الشركات الكبرى.
وإقامتهم بأمريكا لا تعني بالضرورة حصولهم على الإقامة الدائمة Green Card، ولكنّ عقود العمل التي يحصلون عليها هي التي تسمح لهم الاستقرار بأمريكا.
وفي كل شركة مختصة في مجال التكنولوجيات الحديثة لابد أن تجد نسبة مهمة من الموظفين الهنود.
كما توجد جاليات أخرى تظهر عليها سمات التكافل الاجتماعي والتوحد مثل الجالية الصينية.
ويقوم بعض الهنود في بعض الولايات بتكوينات مجانية لفائدة الباحثين عن العمل خاصة في مجال البرمجة المعلوماتية لمدّة أشهر قليلة، ثمّ يقومون بإيجاد عمل لهم براتب سنوي كبير شريطة أخذ نسبة من هذا الراتب، ويرسلونهم إلى ولايات مختلفة.
وهذا التكوين رغم ضعفه إلاّ أنه مناسب جدا لمن هو حاصل مُسبقا على تكوين جيد في مجال البرمجة.
• فائدة:
يمكن للطالب المتخرج من الجامعة الأمريكية الحصول على عمل ولكن يلزم قانونيا أن يكون في مجال تخصصه، كما يجب عليه أن يحصل على هذا العمل في مدّة وجيزة يحدّدها له القانون وإلاّ فإن الحكومة الأمريكية سترغمه على الرجوع إلى بلده.
وتوجد نسبة من الطلاب المسلمين الذين فضّلوا البقاء في أمريكا بعد حصولهم على الشواهد وقاموا بإبرام عقود مع شركات موظفة، ومنهم من تزوج بأمريكيات الجنسية، فاستقروا نهائيا بأمريكا، ومنهم من لم يحصل على عقد عمل الذي يضمن البقاء بأمريكا بشكل قانوني، فانتهت صلاحية الإقامة، وقاموا بالبقاء في أمريكا بشكل غير قانوني ويعملون في مهن يتقاضون رواتبهم نقدا وليس عن طريق الشيكات، نسأل الله لنا ولهم الفرج.
وهذا الصنف الأخير لم يكن قد أحسن الاختيار الدراسي، حيث وجد نفسه غير قادر على الحصول على العمل، لأن ذلك العمل يتطلب مهارات وخبرة لسنوات عديدة، لذا يُنصح باختيار تخصص دراسي مطلوب في سوق الشغل مثل مجال التكنولوجيات الحديثة خاصة الإعلاميات، وكذا المهن المتعلّقة بالتمريض والصحة والطب.
يعني أنه يجب أن تكون الدراسة عبارة عن حرفة ومهارة وليست مجرّد ثقافة.
ونتمنى من الله تعالى أن يجمع شمل الجالية الإسلامية وأن يبارك لها في أوقاتها، فهي في طور النشأة والفتوة، فوجودها بأمريكا حديث جدا مقارنة مع باقي الجاليات.
وما يكتبه عُبيد ربّه الفقير إلى مولاه يصُبُّ في هذا الإطار الذي يجمع شمل المسلمين بأمريكا وينير دربهم.
نسأل الله القبول.
من إعداد :
Hicham Kalloubi
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق